“فوائد من حديث أم المؤمنين عائشة في تأخير قضاء رمضان حتى شعبان ”
15 08 2009التعليقات : 2 تعليقان »
التصنيفات : فقهيات, من مشكاة النبوة
…( مــواقف إيمانيـــة مـــن غــزوة بــدرٍ الكبـــرى )…
17 06 2009
وكان هؤلاء كلهم من المهاجرين
أشيروا علي أيها الناس .
وهو يريد الأنصار
فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال سيروا وأبشروا ، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم .
..
التعليقات : 1 Comment »
التصنيفات : مـع الرعيل الأول, من مشكاة النبوة
سلسلة الآداب الشـرعيـة :: ( 3 ) آداب معاشرة الإخــوان . ( الجزء الرابع )
9 06 2009
نكمل حديثنا
7 ـ حسن الخلق
طوبى لمن ألبسه الله ثوب حسن الخلق , فإنه ما من رجل أُثر عنه ذلك , إلا طاب ذكره عند الناس , ورُفع قدره بينهم , وحسن الخلق هو بسط الوجه , واحتمال الأذى , وكظم الغيظ , وغير ذلك من المعاني والخصال الحميدة .
قال ابن منصور : سألت أبا عبد الله : عن حسن الخلق : قال : أن لا تغضب ولا تحتد … وقال إسحاق بن راهويه : هو بسط الوجه وأن لا تغضب ونحو ذلك , ذكره الخلال … وروى الخلال عن سلام بن مطيع في تفسير حسن الخلق , فأنشد هذا البيت :
تراه إذا ما جئته متهللاً *** كأنك معطيه الذي أنت سائله .
وخير الناس أحسنهم خلقاً بقول خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ وهو أحسن الناس خلقاً ـ ) خياركم أحسنكم أخلاقاً ) , وكان من دعائه في الاستفتاح صلى الله عليه وسلم ( واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت , واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت )
ومن كان كذلك أحبه الناس , ورغبوا في مجلسه ومجالسته , واستأنسوا بحديثه , وبضده صاحب الخلق السئ , فحديثه ممل , ومجلسه ينفر عنه الناس , وهو مبغوض ثقيل على القلب , أُثر عن الفضيل بن عياض أنه قال : من ساء خلقه ساء دينه , وحسبه ومودته .
ومعاشرة الإخوان لها نصيب من ذلك كبير , فبحسن الخلق تدوم العشرة , وتُسل السخائم من الصدور , فحري بالإخوان أن يبسطوا وجوههم لإخوانهم , وأن ينتقوا أطايب الكلام لهم , وأن يغضوا عن هناتهم وزلاتهم ويلتمسوا لهم المعاذير .
وبهذا يتبقى لنا 9 آداب من آداب معاشرة الإخوان نتمها قريباً على خير إن شاء الله
التعليقات : 1 Comment »
التصنيفات : من مشكاة النبوة
سلسلة الآداب الشـرعيـة :: ( 3 ) آداب معاشرة الإخــوان . ( الجزء الثالث )
21 05 2009بسم الله
نكمل حديثنا 🙂
4 ـ استحباب بذل النصيحة وهي من تمام الأخوة :
النصيحة مطلب شرعي مُرغب فيه من لدن الشارع , وهي من الأمور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع عليها أصحابه , كما قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه : ( بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , والنصح لكل مسلم ) وكون النبي صلى الله عليه وسلم يقرنها مع الصلاة والزكاة التي هي من أركان الإسلام ليدلنا على عظم شأنها وعلو منزلتها , ومثله حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة , قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) , قوله ( الدين النصيحة ) أي : أن النصيحة أفضل الدين وأكمله . وقال ابن الجوزي : اعلم أن النصيحة لله عز وجل : المناضلة عن دينه والمدافعة عن الإشراك به وإن كان غنياً عن ذلك , ولكن نفعه عائد على العبد , وكذلك النصح لكتابه : الذب عنه والمحافظة على تلاوته , والنصيحة لرسوله : إقامة سنته والدعاء إلى دعوته , والنصيحة لأئمة المسلمين : طاعتهم والجهاد معهم , والمحافظة على بيعتهم , وإهداء النصائح إليهم دون المدائح التي تغر , والنصيحة لعامة المسلمين : إرادة الخير لهم , ويدخل في ذلك تعليمهم وتعريفهم اللازم , وهدايتهم إلى الحق .
وعلى هذا فتكون نصيحة الإخوان : بإرادة الخير لهم , وبيان الحق لهم , ودلالتهم عليه , وعدم غشهم ومجاملتهم في دين الله , ويدخل فيه أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكـر ولو خالف هواهم وطريقتهم , وأما مسايرتهم في طريقتهم , ومجاملتهم في دين الله باسم الأخوة , وحتى لا ينفضوا أو ينفروا , فهذا ليس من النصح الذي أمر به نبينا عليه الصلاة والسلام , نعم الحكمة مطلوبة عند عرض النصيحة عليهم , ولكن الحق لابد أن يبين ويعلم , وخصوصاً إذا كان ذلك بين الإخوان فهو مقدور عليه .
5 ـ التعاون فيما بين الإخوان :
ولنا في ذلك قدوة وأسوة , وأعظم به من قدوة ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما كان جناب الرسالة مانعاً له صلى الله عليه وسلم من مشاركته أصحابه , وتقديم العون لهم .
ومن ذلك مشاركته صلى الله عليه وسلم أصحابه في بناء مسجده في المدينة , يقول أنس رضي الله عنه : وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول :
اللهم لا خير إلا خير الآخرة *** فاغفر للأنصار والمهاجره
ومثله يوم الخندق : قال جابر رضي الله عنه : إنا يوم الخندق كنا نحفر , فعرضت كُدية شديدة , فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : هذه كُدية عرضت في الخندق , فقال : ( أنا نازل ) ثم قال وبطنه معصوب بحجر , ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقاً , فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب حتى عاد كثيباً أهيل أو أهيم …. الحديث
ومن حديثه صلى الله عليه وسلم , ما رواه أبو موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه )
والإخوان يحتاج بعضهم بعضاً فيتعاونون فيما بينهم في سد خلة فقيرهم , أو الشفاعة الحسنة في قضاء حاجة محتاجهم , أو غير ذلك من شتى صور التعاون ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )
6 ـ تواضع الإخوان فيما بينهم وعدم التكبر أو الفخر عليهم :
التواضع ولين الجانب للإخوان : تديم العشرة , وتقوي روابط الأخوة بينهم , والتكبر أو الاختيال أو الفخر عليهم سبب في نفور بعضهم من بعض , وعلامة على تفكك رابطة الأخوة بينهم .
والتواضع مطلوب ومأمور به , والفخر منهي عنه ومذموم فقد روى عياض بن حمار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغ أحد على أحد ) , والفخر والكبر طريق إلى الظلم والعدوان والبغي .
ولا شك أن الناس يتفاضلون في الحسب والنسب والجاه , وهذه سنة الله في خلقه , فليس الشريف هو الذي جعل نفسه شريفاً , وليس الوضيع هو الذي جعل نفسه وضيعاً , ولا الفقير ولا الغني كذلك , بل حكمة الله البالغة اقتضت ذلك ـ فلله في خلقه شؤون , وليس التفاضل مسوغاً لأحد في ترفعه على غيره أو فخره عليه , بل متى كان الشريف والحسيب أو الغني متواضعاً لله , ليناً سمحاً مع إخوانه , ازداد بذلك رفعة عند الله وقبولاً عند خلقه , روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه ) .
وبهذا يتبقى لنا 10 آداب من آداب معاشرة الإخوان نتمها على خير إن شاء الله
التعليقات : 1 Comment »
التصنيفات : من مشكاة النبوة
سلسلة الآداب الشـرعيـة :: ( 3 ) آداب معاشرة الإخــوان .( الجزء الثاني )
5 05 2009
وتزرع في الضمير هوى ووداً ** وتكسوهم إذا حضروا جمالاً
التعليقات : 1 Comment »
التصنيفات : من مشكاة النبوة
.: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر :.
4 05 2009
التعليقات : 8 تعليقات »
التصنيفات : مـداد دعــوي, من مشكاة النبوة, مواعظ و رقاق, تطوير الذات
سلسلة الآداب الشـرعيـة :: ( 3 ) آداب معاشرة الإخــوان .( الجزء الأول )
27 04 2009
قال تعالى : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( الرجل على دين خليله , فلينظر أحدكم من يخالل )
الآداب :
1 ـ اختيار الرفيق والجليس :
تقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه المرفوع : ( الرجل على دين خليله , فلينظر أحدكم من يخالل ) , والمعنى : أن الإنسان على عادة صاحبه وطريقته وسيرته , فليتأمل وليتدبر ( من يخالل ) فمن رضي دينه وخلقه خالـله ومن لا تجنبه , فإن الطبع سراقة , قاله في عون المعبود . وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تصاحب إلا مؤمناً , ولا يأكل طعامك إلا تقي ) والنهي في المصاحبة يشمل النهي عن مصاحبة أهل الكبائر والفجور , لأنهم ارتكبوا ما حرم الله , ومصاحبتهم تضر بالدين , ويشمل النهي عن مصاحبة الكفار والمنافقين من باب أولى , وقوله : ( ولا يأكل طعامك إلا تقي ) قال الخطابي : إنما جاء هذا في طعام الدعوة دون طعام الحاجة , وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قال : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ) ومعلوم أن أسراهم كانوا كفاراً غير مؤمنين ولا أتقياء , وإنما حذر عليه السلام من صحبة من ليس بتقي وزجر عن مخالطته ومؤاكلته , فإن المطاعمة توقع الألفة والمودة في القلوب.
ورفيق السوء وجليس السوء مضرته متحققة لا محالة مهما كانت وسائل التحرز منه , بنص قوله صلى الله عليه وسلم , فقد روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل الجليس الصالح والسوء , كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه , وإما أن تجد منه ريحاً طيبة , ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك , وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة ) .
2 ـ المحبـة فـــي الله :
أعظم مقامات الأخوة أن تكون في الله ولله , لا لنيل منصب , ولا لتحصيل منفعة عاجلة أو آجله , ولا من أجل كسب مادي , أوغير ذلك .
ومن كانت محبته في الله وأخوته في الله فقد بلغ الغاية , وليحذر أن يشوبها شئ من حظوظ الدنيا فيفسدها , ومن كانت محبته في الله فليبشر بموعود الله ونجاته من هول الموقف يوم القيامة , ودخوله في ظل عرش الجبار جل جلاله .
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) . وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيَّ , والمتزاورين فيَّ , والمتباذلين فيَّ ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله على مدرجته ملكاً , فلما أتى عليه قال أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية , قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال : لا , غير أني أحببته في الله عز وجل , قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه )
(من هامش الكتاب : تربها : أي تحفظها وتراعيها وتربيها , كما يربي الرجل ولده )
تنبيه 1 : ينبغي على من أحب أخاً له في الله أن يعلمه بذلك , وفي هذا سنة معلومة , رواها أنس بن مالك وغيره , فقال : ( أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل , فقال يا رسول الله : إني لأحب هذا , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أعلمته ؟ قال : لا , قال : أعلمه , فلحقه فقال : إني أحبك في الله , فقال : أحبك الله الذي أحببتني له ) وعند أحمد : ( قال : قم فأخبره تثبت المودة بينكما , فقام إليه فأخبره فقال : إني أحبك في الله أو قال أحبك لله , فقال الرجل : أحبك الله الذي أحببتني فيه )
تنبيه آخر : مما ينبغي ـ أيضاَ ـ على المتحابين في الله , أن يتفقدوا أنفسهم وقلوبهم بين وقت وآخر , وينظروا هل خالط هذه المحبة ما ينغصها ويكدرها ويخرجها عن حقيقتها أم لا . لأن المحبة في أول أمرها قد تكون خالصة لله , ولكن لا تلبث ـ إن غفل عنها أهلها ـ أن تتحول إلى أخوة تبادل المنافع , وقد تتحول مع التمادي والمجاوزة إلى شيء من العشق والغرام , فمخالطة المردان باسم الأخوة في الله , وتجاوز بعض النساء عن الحد المشروع مع بنات جنسهن قد يُفضي إلى مثل ذلك.
وبهذا يتبقى لنا 14 آدباً نتمها على خير إن شاء الله
التعليقات : 4 تعليقات »
التصنيفات : من مشكاة النبوة
سلسلة الآداب الشرعية :: ( 2 ) آداب الضيــافـة
27 04 2009بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله أكمل الناس خلقاً وأحسنهم أدباً ,,,, وبعد
أيها الكرام
حياكم الله وبياكم
في حلقة من حلق العلم , وروضة من رياض الجنة
تدارسنا سوياً فيما مضى
الأدب الأول
من سلسلة الآداب الشرعية
ألا وهو
آداب الكلام
مستقاة من كتاب
الآداب
للشيخ
فؤاد الشلهوب
ونسأل الله أن نكون قد وفقنا في الطرح وحصلت الفائدة المرجوة
واليوم سوف نبدأ أدبٌ جديد ألا وهـو
آداب الضيافة
وهي تسعة آداب ساقها المؤلف
وتوضيح
لمن لم يتابعنا في الأدب الأول
أنا أنتقي آداب عشوائية مما ورد في الكتاب
ثم أعدد الآداب تعداداً , أي أضع رؤوس الأقلام وما ورد تحت كل أدبٍ من آيات وأحاديث وأحكام , ودرر منتقاة من كلام المؤلف
باب آداب الضيافة
ـ قال تعالى : ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ـ إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون ـ فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ـ فقربه إليهم قال ألا تأكلون ) ( الذاريات 24 ـ 27 )
ـ قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )
الآداب
1 ـ إجابة الدعـوة :
قد جاءت أحاديث كثيرة في إيجاب إجابة الدعوة , منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام , وعيادة المريض , واتباع الجنائز , وإجابة الدعوة , وتشميت العاطس ) وقوله : ( أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها قال وكان عبد الله ( ابن عمر ) يأتي الدعوة في العرس وغير العرس وهو صائم )
وجمهور أهل العلم على أن إجابة الدعوة مستحبة إلا دعوة العرس فإنها واجبة عندهم لقوله صلى الله عليه وسلم : ( شر الطعام طعام الوليمة يُدعى لها الأغنياء ويُترك الفقراء , ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) وفي بعض الروايات عند مسلم وغيره : ( يُمنعها من يأتيها ويُدعى إليها من يأباها )
ولكن اشترط بعض أهلم العلم شروطاً لحضور مثل هذه الدعوات , ساقها الشيخ محمد بن صالح العثيمين فقال :
أ ـ أن يكون الداعي ممن لا يجب أو يسن هجره .
ب ـ ألا يكون هناك منكر في مكان الدعوة , فإن كان هناك منكر فإن أمكنه إزالته وجب عليه الحضور لسببين : إجابة الدعوة , وتغيير المنكر . وإن كان لا يمكنه إزالته حرم عليه الحضور .
ت ـ أن يكون الداعي مسلماً , وإلا لم تجب الإجابة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم ست … ) وذكر منها ( إذا دعاك فأجبه )
ث ـ أن لا يكون كسبه حراماً , لأن إجابته تستلزم أن تأكل طعاماً حراماً وهذا لا يجوز , وبه قال بعض أهل العلم , وقال آخرون : ما كان محرماً لكسبه فإنما إثمه على الكاسب لا على من أخذه بطريق مباح من الكاسب , بخلاف ما كان محرماً لعينه كالخمر والمغصوب ونحوهما وهذا القول وجيه ( ثم ساق الأدلة ) .
ج ـ أن لا تتضمن الإجابة إسقاط واجب أو ما هو أوجب منها , فإن تضمن ذلك حرمت الإجابة .
ح ـ أن لا تتضمن ضرراً على المجيب مثل : أن يحتاج إلى سفر أو مفارقة أهله المحتاجين إلى وجوده بينهم .
( من الهامش ـ القول المفيد على كتاب التوحيد (3/111ـ113 ) بتصرف يسير جداً )
ونزيد أيضاً
خ ـ أن لا يعيِّن الداعي المدعو ولا يخصه بالدعوة , فإن لم يعينه كأن يتكلم الداعي في مجلس عام , فلا تجب حينئذ هذه الدعوة , لأنها دعوة الجَفَلَى .
( مختصر من الهامش : في لسان العرب : ودعواهم الجفلى والأجفلى , وهو أن تدعو الناس إلى طعامك عامة )
مسألة : هل بطاقات الدعوة التي توزع كالدعوة بالمشافهة ؟
الجواب : البطاقات ( التي ) ترسل إلى الناس ولا يدرى لمن ذهبت إليه فيمكن أن نقول إنها تشبه دعوة الجَفَلَى فلا تجب الإجابة , أما إذا عُلم أو غلب على الظن أن الذي أرسلت إليه مقصود بعينه فإنه لها حكم الدعوة بالمشافهة . قاله ابن عثيمين .
فائدة : الصيام لا يمنع من إجابة الدعوة , فمن دُعي وهو صائم فليجب الدعوة وليدعو لهم بالمغفرة والبركة سواءً كان صومه فرضاً أم نفلاً , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائماً فليصل , وإن كان مفطراً فليطعم ) وقوله ( فليصل ) فسر في بعض الروايات عند أحمد وغيره بأنها الدعاء ( فإن كان صائماً فليصل يعني الدعاء )
وفي حديث أبي سعيد الخدري أنه قال : ( صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فلما وضع قال رجل : أنا صائم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعاك أخوك وتكلف لك , أفطر وصم مكانه إن شئت )
قال النووي : وأما الصائم فلا خلاف أنه لا يجب عليه الأكل , لكن إن كان صومه فرضاً لم يجز له الأكل لأن الفرض لا يجوز الخروج منه , وإن كان نفلاً جاز له الفطر وتركه , فإن كان يشق على صاحب الطعام صومه فالأفضل الفطر وإلا فإتمام الصوم والله أعلم
2 ـ إكرام الضيف واجب :
الأحاديث قاضية بوجوب إكرام الضيف والندب إليه , فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : ( قلنا يا رسول الله إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقروننا فما ترى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا , فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم ) ( البخاري ومسلم وأحمد والترمزذي وأبو داوود وابن ماجه , ولفظ الترمذي : ( إن أبوا إلا أن تأخذوا كرهاً فخذوا ) وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : ( الضيافة ثلاثة أيام , وجائزته يوم وليلة , ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه ) قالوا : يا رسول الله وكيف يؤثمه ؟ قال : ( يقيم عنده , ولا شئ له يقريه به )
( من هامش الكتاب : قال ابن الجوزي : الجائزة العطية , وجوائز السلطان عطاياه , والمراد بالجائزة هنا ما يجوز به مسافة يوم وليلة ) .
فائدة : في الحديث النهي عن بقاء الضيف أكثر من ثلاثة أيام , حتى لا يوقع من استضافه في الإثم إما بالظن به ما لا يجوز , أو اغتيابه , أو نحو ذلك .
ولكن يستثنى من ذلك إذا علم الضيف أن من ضيفه لا يكره ذلك , أو أنه طلب منه المكوث أكثر من ذلك , أما إذا شك الضيف في حال المضيف فالأولى له أن لا يبقى بعد الثلاث .
وفي الحديث فوائد نسوق منها ما نحن بصدده : ففيه أن من دعا قوماً متصفين بصفة ثم طرأ عليهم من لم يكن معهم حينئذ أنه لا يدخل في عموم الدعوة … وفيه أن من تطفل في الدعوة كان لصاحب الدعوة الاختيار في حرمانه فإن دخل بغير إذنه كان له إخراجه , وأن من قصد التطفيل لم يمنع ابتداءً لأن الرجل تبع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرده لاحتمال أن تطيب نفس صاحب الدعوة بالإذن له . قاله ابن حجر .
لا ينبغي التكلف للمضيف كثيراً بحيث يخرج عن حده المعقول , لأن التكلف عموماً منهي عنه , فعن أنس رضي الله عنه قال : كنا عند عمر فقال : ( نُهينا عن التكلف ) وليس هناك حد معتبر لقولنا هذا فيه تكلف أو ليس فيه تكلف , وإنما المرجع في ذلك إلى العرف , فما تعارف الناس على أمرٍ وأعدوه تكلفاً , فهو تكلف , وما لا فلا . وصنع الطعام للضيف يكون بالقدر الذي يفي بالمقصود بلا إسراف ولا تقتير وخير الأمور أوسطها , فمن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( طعام الواحد يكفي الاثنين , وطعام الاثنين يكفي الأربعة , وطعام الأربعة يكفي الثمانية ) .
وأما ما يعهد اليوم من إسراف بعض الناس في ولائمهم , والتكلف بها , وإخراجها عن حدها المشروع , فحدث ولا حرج .! , بل إن بعضهم أصبح في سباق مع غيره أيهما يغلب صاحبه , في كثرة تنويع الأصناف , والمبالغة فيها , حتى يُقال فلان ابن فلان فعل كذا وكذا , ولا شك أن هذا فعل مذموم , ولا يجوز أكل مثل هذا الطعام , وذلك لما رواه ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( نهى عن طعام المتبارين أن يؤكل ) قال الخطابي : المتبارين هما المتعارضان بفعليهما يقال تبارى الرجلان إذا فعل كل واحد منهما مثل فعل صاحبه ليرى أيهما يغلب صاحبه , وإنما كره ذلك لما فيه من الرياء والمباهاة ولأنه داخل في جملة ما نهى الله عنه من أكل المال بالباطل .
6 ـ الدخول بإذن والانصراف بعد الفراغ من الطعام :
وهذا أدب بينه القرآن قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ) حيث نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين أن يدخلوا بيوت النبي صلى الله عليه وسلم إلا بإذن , والمؤمنون كذلك لا يدخلون بيوت بعضهم إلا بإذن فالنهي يدخل فيه جميع المؤمنين
قال الشوكاني : فنهى الله المؤمنين عن ذلك في بيت النبي صلى الله عليه وسلم , ودخل في النهي سائر المؤمنين , والتزم الناس أدب الله لهم في ذلك فمنعهم من الدخول إلا بإذن عند الأكل لا قبله لانتظار نضج الطعام ..
وكان عادتهم في الجاهلية أنهم يأتون إلى الوليمة مبكرين جداً ينتظرون نضج الطعام , فنهاهم الله عن ذلك بقوله : ( غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ) أي غير منتظرين نضجه وإدراكه .
ثم بين الله سبحانه وتعالى أن من أصاب حاجته من الطعام فلينصرف ولا يجلس مستأنس لحديث , لأن ذلك فيه إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم , وكذلك بقية الناس فالغالب أنهم يتأذون من بقاء المدعوين بعد الفراغ من الطعام , فلا ينبغي المكث عندهم , إلا أن يكون رب البيت يرغب في بقائهم , أو أن تكون عادة القوم كذلك , ولم يكن هناك مشقة ولا أذى فلا بأس بذلك لأن العلة التي من أجلها جاء النهي انتفت7 ـ تقديم الأكبر فالأكبر , وتقديم الأيمن فالأيمن :
ينبغي على من أضاف قوماً أن يقدم أكبرهم ويخصه بمزيد عناية وذلك لحث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في أيما حديث , فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أراني في المنام أتسوك بسواك فجذبني رجلان أحدهما أكبر من الآخر فناولت السواك الأصغر منهما فقيل لي : كبر , فدفعته إلى الأكبر ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا ) , وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن من إجلال الله : إكرام ذي الشيبة المسلم , وحامل القرآن , غير الغالي فيه , ولا الجافي عنه , وإكرام ذي السلطان المقسط )
وأما حديث سهل بن سعد رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام : أتأذن لي أن أُعطي هؤلاء ؟ فقال الغلام : والله يا رسول الله لا أُثر بنصيبي منك أحداً , قال : فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده ) فهو وإن كان يُفيد تقديم الأيمن فالأيمن صغيراً كان أو كبيراً , إلا أنه لا يُعارض أحاديث تقديم الكبير على من دونه , ويمكن الجمع بينهما فنقول :
إن تقديم الأيمن يُنزل على من شرب شيئاً وبقي منه فضلة , فيعطي من على يمينه إلا أن يأذن , وحول هذا المعنى يُشير ابن عبد البر فقال : وفيه ( أي حديث سهل بن سعد ) من أدب المواكلة والمجالسة , أن الرجل إذا أكل أو شرب , ناول فضله الذي على يمينه ـ كائناً من كان ـ , وإن كان مفضولاً , وكان على يساره فاضلاً . .
وتقديم الأكبر يُنزل على تقديم الشراب أو الطعام ابتداءً , ثم يليه من كان على يمينه , ولعل هذا القول يتقوى بما رواه ابن عباس رضي الله عنهما , فقال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سقى قال : ابدءوا بالكبير ) وفي هذا جمع بين الأدلة والله أعلم .
8 ـ دعاء الضيف لمن استضافة بعد الفراغ من الطعام :
من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أكل طعاماً عند قومٍ دعا لهم , فعن أنسٍ ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبر وزيت فأكل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار , وصلت عليهم الملائكة ) وخص بعض أهل العلم هذا الدعاء عند الفطر فقط , والأكثرون على إطلاقه في الفطر وغيره .
وفي حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه الطويل في احتلاب اللبن وفيه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أطعم من أطعمني وأسق من سقاني ) قال النووي : فيه الدعاء للمحسن والخادم ولمن يفعل خيراً . والداعي فاعل للخير .
وروى عبد الله بن بُسر أن أباه صنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فدعاه فأجابه , فلما فرغ من طعامه قال : ( اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك لهم فيما رزقتهم )
9 ـ استحباب الخروج مع الضيف إلى باب الدار :
وهذا من تمام الضيافة , وحُسن الرعاية للضيف , وتأنيسه حتى يغادر الدار , ولا يثبت في ذلك خبر مرفوع صحيح يعول عليه , إنما هي من آثار سلف هذه الأمة وأئمتهم , نقتصر على واحد منها : زار أبو عبيد القاسم بن سلام أحمد بن حنبل … قال أبو عبيد ( فلما أردت القيام قام معي , قلت : لا تفعل يا أبا عبد الله , فقال : قال الشعبي : من تمام زيارة الزائر أن تمشي معه إلى باب الدار وتأخذ بركابه .. )
وبهذا
تم الكلام على آداب الضيافة
بحمد الله وعونه وتوفيقه
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن تكون الفائدة قد تحققت
التعليقات : Leave a Comment »
التصنيفات : من مشكاة النبوة
…(( لا يفــــرك مـــؤمـــن مـــؤمنـــة )) …
19 04 2009
التعليقات : 1 Comment »
التصنيفات : من مشكاة النبوة
*صور مشرقة من حب النبي صلى الله عليه وسلم سالفاً وحاضراً *
12 04 2009السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حب النبي صلى الله عليه , سنقف إن شاء الله على صور من
حب الصالحين للنبي صلى الله عليه وسلم سالفاً وحاضراً ,,,
وللأمانة لقد سمعتها من إحدى الأخوات في درس ألقته علينا
وبعضها من خلال السيرة والأشرطة ….
جاء عمر للنبي صلى الله عليه وسلم يوماً وقال له : والله إنك
لأحب إلى من كل شئ إلا من نفسي : فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم لن تؤمن حتى أكون أحب إليك من كل شئ حتى
نفسك فقال : أنت الآن أحب إلي من كل شئ حتى نفسي قال :
الآن يا عمر ,,, أو كما جاء في الحديث
أبو بكر ذلكم الصحابي الجليل حبه للنبي صلى الله عليه وسلم
لا ينكره أحد ولا يخفى على ذي لب ,, وقصة الغار في
الهجرة أبلغ دليل حيث فدى النبي صلى الله عليه وسلم
بنفسه ..
عمر بن الخطابي رضي الله عنه ـ وهذا موقف على إمتثال
الصحابة لأمر النبي و أفعاله ـ خرج ذات يوم للصلاة
بالمسلمين صلاة الجمعة ولا يخفى علينا زهد عمر رضي الله
عنه فكان لديه ثوب واحد يغسله وينتظر أن يجف ويعود
للبسه .. نعود للقصة حين خرج رضي الله عنه فإذا بميزاب
من بيت العباس يصب ماءً ومعه دم فتلوثت ثياب عمر وعمر
شديد رضي الله عنه فما كان منه إلا أن ضربه بعصاه
فكسره , ثم عاد لبيته وغسل ثوبه وعاد للصلاة بالمسلمين
والخطبة ثم بعد ذلك نادى العباس فقال له : إن ميزابك قد
لوث ملابسي بالدم واني كسرته فقال له : لقد اشتهينا دجاجاً
فذبحناه ثم قال له : أتكسر ميزاباً وضعه النبي صلى الله عليه
وسلم بيده فقال عمر : آلله وضعه رسول الله قم و أركب على
كتفي و أعد الميزاب …أو كما جاء في القصة
إمتثالاً وتسليماً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أما اليوم أين
هذا الإمتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم النمص والتبرج
وحلق اللحى وإسبال الثياب وإلى الله المشتكى …
وهكذا كان ديدن الصحابة والصحابيات حتى كانوا رضي الله
عنهم من إجلالهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم يسارعون لآخذ
ما يفيض من وضوئه ويتمسحون بنخامته ليس شركاً لأنه لو
كان كذلك لما أقره النبي صلى الله عليه وسلم ولأن عقائدهم
سليمة ليس كحال المسلمين اليوم المولد النبوي وبدع
وضلالات ما أُنزل بها من سلطان
وكان أحد الصحابة رضوان الله عليهم في سفر فكان يمشي
ويقف عند شجرة ويذهب ليبول في مكان معين ويقف مواقف
أدهشت من معه فسُئل عن ذلك فقال : كنت في سفر مع النبي
صلى الله عليه وسلم فقد وقف ها هنا وبال ها هنا …
وها هو بلال تحضره الوفاة فإذا بزوجته تبكي عليه شأنها شأن
الزوجات فقال لها : غداً نلقى الأحبة محمد وصحبه ….
ولم يكن الصحابيات أقل حظاً من الصحابة في حب النبي
صلى الله عليه وسلم فتلك تخبر باستشهاد أبيها وأهل بيتها
وتسأل ما فعل رسول الله ….
لما استشهد حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد
واستشهد عدد من المسلمين وعادوا إلى المدينة فإذا بكل امرأة
تبكي على موت قريب لها إلا حمزة لأنه هاجر بنفسه فقال
النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه : إلا حمزة ليس له
بواكي فسمعن رضي الله عنهن بذلك فتركن بيوتهن وتركن
البكاء على أقاربهن وذهبن لبيت حمزة يبكين عليه أكراماً
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أو كما جاء في الحديث ـ
…ونقف إلى ها هنا مع ذلكم الجيل الذي لن يتكرر …..
وننطلق سريعاً إلى زمننا هذا مع نموذج رائع من حب النبي
صلى الله عليه وسلم الشيخ أبو بكر الجزائري العالم الجليل
في المدينة النبوية يحب النبي صلى الله عليه وسلم حباً شديداً
حتى أنه يذكر عنه أنه كان يصلي في المسجد النبوي دائماً
وفي يوم تغيب عن فرض هناك لظرف ما فرأى النبي صلى
الله عليه وسلم في المنام يقول له : إفتقدناك فأقسم أن لا يفوته
فرض في المسجد النبوي حتى أنه الآن مريض يأتي على
كرسي متحرك للصلاة في المسجد النبوي ,,, ومن شدة حبه
للنبي صلى الله عليه وسلم ألف كتابه الرائع في السيرة وسماه
” هذا المحب ياحبيب “ …
الآن كم منا يقول أنا أحب الرسول صلى الله عليه وسلم و
أفعاله تخالف أقواله يقول أحب الرسول صلى الله عليه وسلم
وهو يشرب الدخان ويسبل ثوبه ويتعامل بالربا وتقول أحب
الرسول صلى الله عليه وسلم : وهي متبرجة ومغتابة ونامصة
فالعمل دليل الحب .
اللهم اجعلنا نحب نبيك صلى الله عليه وسلم حتى ندخل بحبه الجنان
ولنرفع من الآن شعار ” غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه” قولاً وعملاً
فائدة آخيرة : ذكرتها لنا الأخت الداعية وهي من الثقات
ولا نزكي على الله أحداً : نحن نتعبد لله بحبنا للصحابة
ونحبهم على حسب الأفضيلة بترتيبهم الذي حُدد وليس بهوانا
فلا نقدم عمراً على أبي بكر ولا علياً على عثمان ,,رضي الله
عن الجميع , والله إني لأول مرة اسمع هذه المعلومة فالحمد لله
اللــهم إنـــا نشهدك على حبهم فاجمعنا بهم في مستقر رحمتك
الهمة الهمة
والصواب من الله وحده والخطأ والزلل من نفسي والشيطان والله ورسوله منه براء
والصلاة والسلام على رسول الله
أختـــكم فــي الله
زاد المــعاد
~* مقال من أرشيفي كتبته قبل خمسة أعوام تقريباً نسأل الله التوفيق والسداد ~*~
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعليقات : 3 تعليقات »
التصنيفات : مـع الرعيل الأول, من مشكاة النبوة
آخر الردود