“فوائد من حديث أم المؤمنين عائشة في تأخير قضاء رمضان حتى شعبان ”

15 08 2009

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بينما كنت أستمع لبرنامج سؤال على الهاتف عصر هذا اليوم عبر أثير إذاعة القرآن الكريم
ورد سؤال للشيخ سعد الشثري ـ حفظه الله ـ عن حديث , كنت أتمنى أن أفهم شرحه من زمن
والحمد لله الشيخ أجاد وأفاد في إيصال المعلومة في نقاط
وكانت السؤال عن صحة حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
( كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .
فأجاب حفظه الله بأن هذا الحديث صحيح
وذكر فوائد من الحديث , أذكر منها التالي
1 ـ حرص المرأة على القيام بشؤون زوجها والعناية به .
2 ـ جواز تأخير قضاء صيام رمضان حتى شعبان قبل دخول شهر رمضان التالي .
3 ـ عدم جواز تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان التالي , والدليل قول أم المؤمنين عائشة ” فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ ” حتى مع وجود وقيام السبب …
وحث الشيخ المسلمين بالمبادرة لقضاء ماعليهم من رمضان قبل دخول شهر رمضان المبارك
أرجو أن أكون قد وفقت في ايصال الفوائد
أختكم في الله
زاد المعاد
الخميس
22 ـ 8 ـ 1430 هـ
الســــــ5:45 م ـــــاعة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





…( مــواقف إيمانيـــة مـــن غــزوة بــدرٍ الكبـــرى )…

17 06 2009


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده صدقنا وعده وهزم الأحزاب وحده , والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الأطهار الميامين مصابيح الدجى صلاة و رضواناً لا ينقطع إلى يوم الدين وبعد
يا أيها الأحبة
ما أجمل أن يعيش المرء في ظلال الرعيل الأول
يتدارس مواقفهم البطولية في صدر الإسلام
حين كانوا هم حملة راية الإسلام في أرض الله قاطبة
فكان عليهم يقع الحمل العظيم
فلله در المهاجرين والأنصار والصحابة أجمعين
وجزاهم الله خير الجزاء أن كانوا نواة الإسلام الأولى
واليوم نعيش سوياً مع حادثة عظيمة في الإسلام
فيها إمتحن الله المؤمنين ,,, فكانوا بذلك أحق من يستحق شرف الصحبة عامة , وفي هذه الحادثة خاصة ,, فقد خصهم الله بمزية عظيمة سيأتي بيانها لاحقاً …
إنها غزوة بدر الكبرى
سنعيش معها
بذكر مواقف ومقتطفات سريعة من روائع الإيمان في تلك الغزوة
ولن أعرج أو أعلق على المواقف
فهي ناطقة شاهدة على إيمان أولئك الرجال
الموقف الأول
كان سبب هذه الغزوة وكما هو مشهور ومعروف في السير
أن عيراً لقريش كانت قادمة من الشام إلى مكة بقيادة أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ وكان على الكفر آنذاك
وكانت محملة بخيرات مكة وفيها أنفس أموالهم
فأراد المسلمون أن يغنموا هذه القافلة , وستكون ضربة عسكرية قوية لاقتصاد مكة
فخرج من المسلمون نحو 300 وبضعة عشر رجل من المهاجرين والأنصار
ولم يعزم فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على أحد بالخروج لأن المقصود القافلة , ولم يكن في علمهم أن هناك حرباً ستدور
لذلك لم يُعاتب من تخلف عن هذه الغزوة , كما عُتب المتخلفون في الغزوات الأخرى
وفي قصة طويلة
استطاع أبو سفيان النجاة بالقافلة
وكانت قريش قد جهزت جيشاً كبيراً قوامه 1000 رجل بعدة وعتاد
فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن عقد مجلساً يستشير فيه المسلمين حول هذا الأمر
وكان يقصد بهذا الأنصار رضوان الله عليهم لأنه خشي أن يكونوا قد فهموا البيعة ( بيعة العقبة الثانية ـ والتي بناء عليها تمت الهجرة ) ومن ضمن بنودها أن يمنعوا الرسول صلى الله عليه وسلم مما يمنعوا منه أنفسهم وأزواجهم وأبنائهم
فخشي الرسول أن يكون الإنصارـ رضوان الله عليهم ـ قد فهموا أن هذا الأمر واجب عليهم في ديارهم ( المدينة المنورة ) ولا يلتزمون به خارج المدينة
فاستشار المسلمين في الأمر
فقام أبو بكر الصديق ، فقال وأحسن . ثم قام عمر بن الخطاب ، فقال وأحسن ثم قام المقداد بن عمرو ، فقال يا رسول الله : امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون . ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيرا ” ، ودعا له

وكان هؤلاء كلهم من المهاجرين

الذين هم أصلاً تركوا ديارهم ( مكة المكرمة ) لله ورسوله ,,, فهم معه لا محالة
فأخذ يعيد

أشيروا علي أيها الناس .

وهو يريد الأنصار

.فقال له سعد بن معاذ : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال أجل قال لقد آمنا بك فصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا ، على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء , لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله .
وفي رواية أن سعد بن معاذ رضي الله عنه قال : لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقا عليها أن لا تنصرك إلا في ديارها ، وإني أقول عن الأنصار ، وأجيب عنهم فاظعن حيث شئت ، وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك فوالله لئن سرت حتى تبلغ البركمن غمدان، لنسيرن معك ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته خضناه معك .
فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال سيروا وأبشروا ، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم .
الموقف الثاني
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدل صفوف أصحابه يوم بدر ، وفي يده قدح يعدل به القوم ، فمر بسواد بن غزية _ حليف بني عدي بن النجار _ وهو مستنتل من الصف ، فطعن في بطنه بالقدح ، وقال : استو يا سواد ، فقال : يا رسول الله ! أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل ؛ فاقدني . قال : فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه ، وقال : استقد . قال : فاعتنقه فقبل بطنه ، فقال : ما حملك على هذا يا سواد ؟ قال : يا رسول الله ! حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك : أن يمس جلدي جلدك ! فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير
الموقف الثالث
نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه يوم حمي الوطيس فقال :” قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض” فقال عمير بن الحمام” بخ بخ “, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على قولك : بخ بخ ؟ قال : لا , والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال : فإنك من أهلها , فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة. فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل.
الموقف الرابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم بدر ” إني قد عرفت رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد أُخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله , ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله ” فقال حذيفة بن عتبة بن ربيعة رضي الله عنه ـ ” أنقتل آبائنا وأبنائنا وإخواننا وعشيرتنا ونتركـ العباس والله لئن لقيته لألحمنه السيف في عنقه ” فالتفت النبي صلى الله علية وسلم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال : ” يا أبا حفص أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف!! فقال عمر : فوالله إنها أول مرة يكنني فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول : أبا حفص , فسل عمر سيفه وقال : يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه بالسيف فو الله لقد نافق , قال : لا دعه ,,
فقال حذيفة رضي الله عنه :: والله ما أنا بآمن بعد تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفاً إلا أن تكفرها عني الشهادة , فقتل رضي الله عنه شهيداً يوم اليمامة
..
الموقف الخامس
مر مصعب بن عمير رضي الله عنه بعد انتهاء المعركة بأخيه أبي عزيز بن عمير ، وكان أبو عزيز مشركاً خرج مع المشركين وأسر في المعركة، مر به وأحد الأنصار يشد يده , فقال مصعب رضي الله عنه للأنصاري : اشدد يدك عليه، فإن أمه ذات متاع لعلها تفديه منك ، فقال أبو عزيز لمصعب رضي الله عنه : أهذه وصاتك بي؟ فقال له مصعب : إنه ـ أي الأنصاري ـ أخي دونك.
الموقف السادس
قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤمئذ خاله العاص بن هشام بن المغيرة
انتهـــت هذه الصور الرائعة والتي أسعفني الوقت للوقوف عليها
فضل أهل بدر
قال صلى الله عليه وسلم : وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدرفقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
,,, نسأل الله أن يجمعنا بأولئك الأخيار في دار كرامته
فإنا نشهد الله على حبهم , والمرء مع من أحب ,,,
وقد تكون لنا وقفات مع غزوات أخرى إن سهل الله لنا
وأرحب بأي إضافة ومواقف غفلنا عنها حول غزوة بدر
خطتــها
أختـــكم فـي الله
~ محبة الصحابــة ~
زاد المعاد
الثلاثاء
23 ـ 6 ـ 1430 هـ
الســـــــ9:20 م ـــــاعة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




سلسلة الآداب الشـرعيـة :: ( 3 ) آداب معاشرة الإخــوان . ( الجزء الرابع )

9 06 2009

 

بسم الله

نكمل حديثنا

7 ـ حسن الخلق

طوبى لمن ألبسه الله ثوب حسن الخلق , فإنه ما من رجل أُثر عنه ذلك , إلا طاب ذكره عند الناس , ورُفع قدره بينهم , وحسن الخلق هو بسط الوجه , واحتمال الأذى , وكظم الغيظ , وغير ذلك من المعاني والخصال الحميدة .

قال ابن منصور : سألت أبا عبد الله : عن حسن الخلق : قال : أن لا تغضب ولا تحتد … وقال إسحاق بن راهويه : هو بسط الوجه وأن لا تغضب ونحو ذلك , ذكره الخلال … وروى الخلال عن سلام بن مطيع في تفسير حسن الخلق , فأنشد هذا البيت :

تراه إذا ما جئته متهللاً *** كأنك معطيه الذي أنت سائله .

وخير الناس أحسنهم خلقاً بقول خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ وهو أحسن الناس خلقاً ـ ) خياركم أحسنكم أخلاقاً ) , وكان من دعائه في الاستفتاح صلى الله عليه وسلم ( واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت , واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت )

ومن كان كذلك أحبه الناس , ورغبوا في مجلسه ومجالسته , واستأنسوا بحديثه , وبضده صاحب الخلق السئ , فحديثه ممل , ومجلسه ينفر عنه الناس , وهو مبغوض ثقيل على القلب , أُثر عن الفضيل بن عياض أنه قال : من ساء خلقه ساء دينه , وحسبه ومودته .

ومعاشرة الإخوان لها نصيب من ذلك كبير , فبحسن الخلق تدوم العشرة , وتُسل السخائم من الصدور , فحري بالإخوان أن يبسطوا وجوههم لإخوانهم , وأن ينتقوا أطايب الكلام لهم , وأن يغضوا عن هناتهم وزلاتهم ويلتمسوا لهم المعاذير .

وبهذا يتبقى لنا 9 آداب من آداب معاشرة الإخوان نتمها قريباً على خير إن شاء الله





سلسلة الآداب الشـرعيـة :: ( 3 ) آداب معاشرة الإخــوان . ( الجزء الثالث )

21 05 2009

بسم الله

نكمل حديثنا 🙂

4 ـ استحباب بذل النصيحة وهي من تمام الأخوة :

النصيحة مطلب شرعي مُرغب فيه من لدن الشارع , وهي من الأمور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع عليها أصحابه , كما قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه : ( بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , والنصح لكل مسلم ) وكون النبي صلى الله عليه وسلم يقرنها مع الصلاة والزكاة التي هي من أركان الإسلام ليدلنا على عظم شأنها وعلو منزلتها , ومثله حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة , قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) , قوله ( الدين النصيحة ) أي : أن النصيحة أفضل الدين وأكمله . وقال ابن الجوزي : اعلم أن النصيحة لله عز وجل : المناضلة عن دينه والمدافعة عن الإشراك به وإن كان غنياً عن ذلك , ولكن نفعه عائد على العبد , وكذلك النصح لكتابه : الذب عنه والمحافظة على تلاوته , والنصيحة لرسوله : إقامة سنته والدعاء إلى دعوته , والنصيحة لأئمة المسلمين : طاعتهم والجهاد معهم , والمحافظة على بيعتهم , وإهداء النصائح إليهم دون المدائح التي تغر , والنصيحة لعامة المسلمين : إرادة الخير لهم , ويدخل في ذلك تعليمهم وتعريفهم اللازم , وهدايتهم إلى الحق .

وعلى هذا فتكون نصيحة الإخوان : بإرادة الخير لهم , وبيان الحق لهم , ودلالتهم عليه , وعدم غشهم ومجاملتهم في دين الله , ويدخل فيه أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكـر ولو خالف هواهم وطريقتهم , وأما مسايرتهم في طريقتهم , ومجاملتهم في دين الله باسم الأخوة , وحتى لا ينفضوا أو ينفروا , فهذا ليس من النصح الذي أمر به نبينا عليه الصلاة والسلام , نعم الحكمة مطلوبة عند عرض النصيحة عليهم , ولكن الحق لابد أن يبين ويعلم , وخصوصاً إذا كان ذلك بين الإخوان فهو مقدور عليه .

5 ـ التعاون فيما بين الإخوان :

ولنا في ذلك قدوة وأسوة , وأعظم به من قدوة ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما كان جناب الرسالة مانعاً له صلى الله عليه وسلم من مشاركته أصحابه , وتقديم العون لهم .

ومن ذلك مشاركته صلى الله عليه وسلم أصحابه في بناء مسجده في المدينة , يقول أنس رضي الله عنه : وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول :

اللهم لا خير إلا خير الآخرة *** فاغفر للأنصار والمهاجره

ومثله يوم الخندق : قال جابر رضي الله عنه : إنا يوم الخندق كنا نحفر , فعرضت كُدية شديدة , فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : هذه كُدية عرضت في الخندق , فقال : ( أنا نازل ) ثم قال وبطنه معصوب بحجر , ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقاً , فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب حتى عاد كثيباً أهيل أو أهيم …. الحديث

ومن حديثه صلى الله عليه وسلم , ما رواه أبو موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه )

والإخوان يحتاج بعضهم بعضاً فيتعاونون فيما بينهم في سد خلة فقيرهم , أو الشفاعة الحسنة في قضاء حاجة محتاجهم , أو غير ذلك من شتى صور التعاون ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )

6 ـ تواضع الإخوان فيما بينهم وعدم التكبر أو الفخر عليهم :

التواضع ولين الجانب للإخوان : تديم العشرة , وتقوي روابط الأخوة بينهم , والتكبر أو الاختيال أو الفخر عليهم سبب في نفور بعضهم من بعض , وعلامة على تفكك رابطة الأخوة بينهم .

والتواضع مطلوب ومأمور به , والفخر منهي عنه ومذموم فقد روى عياض بن حمار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغ أحد على أحد ) , والفخر والكبر طريق إلى الظلم والعدوان والبغي .

ولا شك أن الناس يتفاضلون في الحسب والنسب والجاه , وهذه سنة الله في خلقه , فليس الشريف هو الذي جعل نفسه شريفاً , وليس الوضيع هو الذي جعل نفسه وضيعاً , ولا الفقير ولا الغني كذلك , بل حكمة الله البالغة اقتضت ذلك ـ فلله في خلقه شؤون , وليس التفاضل مسوغاً لأحد في ترفعه على غيره أو فخره عليه , بل متى كان الشريف والحسيب أو الغني متواضعاً لله , ليناً سمحاً مع إخوانه , ازداد بذلك رفعة عند الله وقبولاً عند خلقه , روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه ) .

وبهذا يتبقى لنا 10 آداب من آداب معاشرة الإخوان نتمها على خير إن شاء الله





سلسلة الآداب الشـرعيـة :: ( 3 ) آداب معاشرة الإخــوان .( الجزء الثاني )

5 05 2009

 

بسم الله
نكمل حديثنا

وأعتذر عن التأخر وعن إضافة أدب واحد وذلك لانشغالي
3 ـ البشاشة واللين والتودد للإخوان :
إن أقل ما يتلقى به الأخ أخاه , هو وجه طلق , وثغر باسم , وهو من المعروف والأدب الذي ينبغي أن يكون بين الأخ وأخيه , أن يهش ويبش في وجهه كلما لاقاه أو رآه , عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) ومن رواية جابر رضي الله عنه : ( كل معروف صدقة , وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق …. الحديث )

واللين والرفق والتودد مما يقوي الروابط بين الإخوان , ويعمق الصلة بينهم فـ ” الله يحب الرفق في الأمر كله “ وهو سبحانه : ” رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه ) وما دام ذلك كذلك , فالإخوان أحرى وأولى أن يرفق بعضهم ببعض , وأن يلين بعضهم لبعض , روى ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( حُرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس ) . ( رواه أحمد واللفظ له , والترمذي وقال ( حديث حسن غريب ) وقال محققو السند ( حسن بشواهده )
ومن الأمور التي تعين على استدامة المحبة وإزالة الشحناء من القلوب , التهادي بين الإخوان , فقد روى مالك موطئه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” تصافحوا يذهب الغل , وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ” .
ولقد أحسن القائل :
هدايا الناس بعضهم لبعض ** تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في الضمير هوى ووداً ** وتكسوهم إذا حضروا جمالاً
وبهذا يتبقى لنا 13 آدب نتمها على خير إن شاء الله





.: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر :.

4 05 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي ذلل بالموت رقاب الجبابرة , وأنهى بالموت آمال القياصرة , فنقلهم بالموت من سعة القصور إلى ضيق القبور ومن ضياء البيوت إلى ظلمة اللحود , سبحان الكبير المتعال سبحان الواحد الأحد الفرد الصمد , والصلاة والسلام على خير الورى , على أشرف من مشى على الأرض , على من أوذي في سبيل الله فصبر وجاهد في الله حق جهاده , حتى تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك , صلاة وسلاماً أتمين دائمين ما تعاقب الليل والنهار , أعلى الله في الورى شأنه وجمعنا به على حوض الكوثر فنشرب منه شربه لا نظمأ بعدها أبداً وأحبابنا أجمعين اللهم آآآآآآآآآآمين وبعـد
فكرت ذات يوماً وجلست مع نفسي أتفكر ما الذي يمكن أن يُسلي المسلم في هذه الدنيا ويصبره على كل أذى يناله في سبيل الله عز وجـل ؟؟؟ …

فكرت أن أذهب للمكتبة حتى أبحث عن أجود الكتب التي تعين على هذا الأمـر
فلم أجد خيراً من مطالعة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وما ناله من الأذى في سبيل تبليغ دين الله عز وجل
ووالله إن الواحد منا ليستحي من نفسه حينما يقرأ هذه السيرة
يستحي من حزنه على الأذى في سبيل الله , يستحي من عزمه على الإبتعاد عن هذا الطريق وتركه
يستحي ويستحي أنه ما قدم شيئاً لدين الله عز وجل
في حين أن أهل الباطل مجتهدون ومتفنون في الإعلان والدعاية بل والدفاع عن باطلهم بكل حيلة ووسيلـة
** جاء الحبيب صلوات ربنا وسلامه عليه إلى قومٍ كفار لا يعرفون من الدنيا إلا عبادة الأوثان والإشراك بالله ولا يؤمنون بالبعث , وسفك الدماء والتفاخر بالأحساب والأنساب والظلم والجور والزنا وأكل الربا ولعب الميسر والقمار , قوم يعيشون عيشة البهائم بل هي خير منهم لأنها غير مكلفة …
جاءهم فجأة بدين ما عرفوه من قبل ,
فدعاهم لتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ونبذ ما كان يعبد أبائهم
وقف صلوات ربنا وسلامه عليه وحيداً ـ بادئ الأمر ـ ليصدع بالدعوة لتوحيد الله ,,,
ليدعوا إلى أمـر غريب على أولئك القوم
أتراه خشي أن يصده الناس ؟ أم يمقته الناس ويبغضونه ؟ بل ويضربونه ؟؟ ويهجرونه فيبقى وحيداً بلا عشيرة ؟
كل ذلك ما كان يلقي له الحبيب بالاً
فهـو يقتفي أثر إخوانه الأنبياء من قبله
الذين أوذوا في سبيل الله فصبروا فأعقبهم الله خيراً وأهلك قومهم
*** تخيلوا معي فقط هذا الموقف ـ الذي لو تعرض له واحد منا ماذا كان سيفعل ؟؟!!! ـ الذي لا يملك المرء حينما يسمعه إلا أن يدعو ربه أن يجمعه بهذا النبي في مستقر رحمته
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على هداية البشرية
فكان يأتي الناس في المواسم فيدعوهم إلى دين الله عز وجل ونبذ عبادة الأصنام , يدعوهم إلى محاسن الأخلاق
وعمه أبو لهب من خلفه , يمشي وراءه ويقول للناس
لا تطيعوه ؛ فإنه صابئ كاذب
أسألكم بالله لو واحد منا وقف ذلك الموقف ماذا كان سيفعل ؟؟
أقل القليل وأضعف الإيمان ـ كما يقولون ـ سوف يغتم أياماً بل شهوراً ويظل يذكر تلك الكلمات الموجعة وقد يعزم على ترك الأمر
لكن حبيبنا صلوات ربنا وسلامه عليه كان أسمى الناس خلقاً وأتقاهم , لا هم له إلا تبليغ دين الله , أما ذاته وشخصه فكل أذى يناله في سبيل الله يهون عنده ..
*** بل تخيلوا هذا الموقف , أه ثم أه , وأي نفس تقوى عليه ؟؟
كان عقبة بن أبي معيط يتودد للنبي صلى الله عليه وسلم ويسالمه فدعى النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام والنبي رحيم بالأمة فأبى الأكل حتى يسلم فنطق الشهادتين فجاءه صديقه أمية بن خلف عليه لعائن الله فقال له لا أكلمك حتى تذهب وتتفل على وجه محمد وتكفر به فذهب الفاجر وتفل على خير وجه وعلى من هو أفضل من القمر ليلة البدر ففيهما أنزل الله ” وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً{27} يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً{28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً{29} ( الفرقان )
بالله عليك أيها الداعية
لو أن واحداً فعل معك هـذا الفعل أكانت نفسك تطيق ذلك ؟؟
قلما والله نجد من يتحمل كل هـذا
ـــ ذكر مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالبيت و أبو جهل و أصحاب له جلوس وقد نحرت جزور بالأمس فقال أبو جهل : أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد صلى الله عليه وسلم إذا سجد ؟ فانبعث أشقى القوم فأخذه , فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه قال : فاستضحكوا , وجعل بعضهم يميل على بعض “
يالله أي قوة إيمان هذه يا رسول الله ؟؟
يُفعل بك كل ذلك , وأنت الصابر المحتسـب ؟؟!!!!
ـــ بل وجاءه ذات يوم طاغية من طغات الكفر والضلال هو العاص بن وائل السهمي ومعه عظام ففته ونفخه وقال : أتزعم يا محمد أن الله يبعث هذا ؟؟
تخيل ما هو شعورك لو كتبت مقالاً تدافع فيه عن دين الله عز وجل
فيأتي من يمزق هذا المقال في وجهك ؟؟
بالله عليك أكنت تطيق هذا ؟؟
ـــ وكلنا يعرف قصة الطائف
وما فعله أهل الطائف في النبي صلى الله عليه وسلم حينما ذهب يبلغهم دين الله عز وجل مشفق عليهم من نار تلظى
فما كان منهم إلا أن طردوه من ديارهم وأدموا عقبيه الشريفة بالحجارة
,,, يا الله كل هذا والنبـي صابر محتسب للأجـر ؟؟
وامتد به الأذى تلو الأذى وفُعل به ما فُعل يوم أحد وغيرها من المواقف الخالدة
ــــ
يا أيها الأحبـــة الكـــرام
هذه مقتطفات سريعة ممر علق بذاكرتي من مواقف من السيرة النبوية
فما تظنون من رجل لقي كل هذا الأذى وما هو فاعل؟؟

أتراه يتنازل عن هذا الدين ؟؟ حتى يفوز بالعشيرة والعز والجاه ؟؟
هل تراه يترك دعوته ؟؟ لأن القوم ضده ؟؟
لأن هناك من تألب عليه وقال عنه شاعر ومجنون وكاهن وساحر ؟؟ وهو ليس كذلك ونفسه لا تطيق ذلك الوصف ؟
لا والله بل ثبت ثبات الجبال الشُم الراسخات
فقال قولته المشهورة
والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه
ثبات وأي ثبات والله يا رسول الله ـ فداك أبي وأمي ونفسي ـ ؟؟!!!
ثبات لا يقـوى عليه إلا نبي اختاره الله لتبليغ دينه
فأعقب الله ـ عز وجل ـ نبينا صلوات ربه وسلامه عليه العز والفلاح والشرف والسؤدد في الدارين
,,, فأعلى في الورى شأنه ,,,
فهابه الخلق أجمعين مسلمهم وكافرهم في حاضر الزمان وسالفه
أعقبه الله أن قرن اسمه الكريم باسم نبيه صلى الله عليه وسلم
فلا يصح إيمان امرئ حتى يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
ولا تصح صلاة امرئ إلا بتلك الشهادة
والمنابر تعلي اسمه في أصقاع المعمورة خمس مرات في اليوم والليلة
بالله عليكم ماذا حل بأولئك القوم الذين سخروا به ؟
سبحان من أذل أقواماً بعد عـز !!!
في هذا الفصل أدرس مادة السيرة النبوية
وتمر علينا كل هذه الأحداث
نمـر ببداية البعثة والتكذيب والأذى ثم الهجرة و الغزوات من بعدها وما لقي الحبيب في تلك الغزوات من المشركين واليهود والمنافقين والأعراب
يا سبحان الله
كلما مررنا بهذه السيرة وما فعله أكابر مكة أمثال أبي جهل وأبي لهب وعتبة وأبي والوليد والعاص
أسأل نفسي
أين عزهـم اليوم وما كانوا يفخرون به ؟؟
أين تكبرهم وتغرطسهم ؟؟
أين ذهبت سخريتهم وهمزهم ولمزهم لرسول الله والمؤمنين ؟؟
أسأل نفسي
يا زاد المعاد
يا بنت مكة
هل مكة تذكر الآن أولئك النفر ؟؟
لا وألف لا
فقد طمس الله ذكرهم
وأعلى شأن النبي صلى الله عليه وسلم
فا هـم أسياد مكة في نار تلظى ,
والنبي صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم
ما ضره قولهم ولا فعلهم
ــــ
هذا هو الثبات
قال تعالى : {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27
هذه نتيجة الثبات على الحق المبين
الثبات
أن تثبت على كلمة الحق
وإن عارضك الناس كلهم
الثبات
أن تثبت على كلمة الحق
وإن شتمك من شتمك وسبك من سبك
الثبات
أن تثبت على كلمة الحق
وإن تخاذل من تخاذل
الثبات
أن تثبت على الحق
ولو لم يبقـى معك أحد
الثبات
أن تثبت على الحق
فسترى كيف أن من حولك يُكبرونك لذلك في قرارة أنفسهم
بقـي أن أخـــتــم بقصــة ذاتٍ معنـى عميــق
ذهبت ذات ليلة لمناسبة لأحد أقاربي
ويا سبحان الله نسيت أن أسأل هل هناك منكرات من معازف ونحوه ؟؟
فلما ذهبت هناك
تفاجأت بأمر ما توقعته ولو واحد بالمائة
صوت الغناء يصدع في المكان
أسقط في يدي ولا سبيل أن أعود للمنزل
فأخذت أتمشى في الممرات خارج الغرفة التي بها الأغاني
فجاءت صاحبة الدار فلما رأتني ووالدتي ـ حفظها الله ـ كذلك
قالت
لماذا لا تدخلون بالداخل ؟؟!!
أدخلي عند البنات
قلت لها
لا لا أستطيع الدخول طالما هناك أغاني
يا سبحان الله
أتدرون كيف كان ردها ؟؟
بصراحة رد جميل حفزني كثيراً ومن بعدها تعلمت الثبات والثبات
قالت ( وهي التي تؤيد هذه المعازف )
والله إنكــم الصـــــح
قلت في نفسي
سبحان من أنطقك
ـــ
هذا جهد المُقل ,
ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق , والحر تكفيه الإشارة
هذه بضاعتي أرجو بها وجه الله والدار الآخرة
,,,, إهـــــدااااء خااااص ,,,,
هذا الموضوع وهذه السطور
أهديها
إلى
الغالية
والحبيبة
زاد المعـاد

فأرجوا أن تتقبلها مني

بقلم

أختكم ومحبتكم في الله

زاد المعاد
الإثنين
9 ـ 5 ـ 1430 هـ
الســــ4:40 ص ــــــــاعة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته






سلسلة الآداب الشـرعيـة :: ( 3 ) آداب معاشرة الإخــوان .( الجزء الأول )

27 04 2009

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله أكمل الناس خلقاً وأحسنهم أدباً ,,,, وبعد
أيها الكرام
حياكم الله وبياكم
في حلقة من حلق العلم , وروضة من رياض الجنة
تدارسنا سوياً فيما مضى
الأدب الأول والثاني
من سلسلة الآداب الشرعية
ألا وهو
مستقاة من كتاب
الآداب
للشيخ
فؤاد الشلهوب
ونسأل الله أن نكون قد وفقنا في الطرح وحصلت الفائدة المرجوة
واليوم سوف نبدأ أدبٌ جديد ألا وهـو
آداب معاشرة الإخوان
وهي 16 آدباً ساقها المؤلف
وتوضيح
لمن لم يتابعنا في الأداب الماضية
أنا أنتقي آداب عشوائية مما ورد في الكتاب
ثم أعدد الآداب تعداداً , أي أضع رؤوس الأقلام وما ورد تحت كل أدبٍ من آيات وأحاديث وأحكام , ودرر منتقاة من كلام المؤلف
والآن مع الدرس الأول في هذا الجزء
بسم الله الرحمن الرحيـم

باب آداب معاشرة الإخوان

قال تعالى : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( الرجل على دين خليله , فلينظر أحدكم من يخالل )

الآداب :

1 ـ اختيار الرفيق والجليس :

تقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه المرفوع : ( الرجل على دين خليله , فلينظر أحدكم من يخالل ) , والمعنى : أن الإنسان على عادة صاحبه وطريقته وسيرته , فليتأمل وليتدبر ( من يخالل ) فمن رضي دينه وخلقه خالـله ومن لا تجنبه , فإن الطبع سراقة , قاله في عون المعبود . وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تصاحب إلا مؤمناً , ولا يأكل طعامك إلا تقي ) والنهي في المصاحبة يشمل النهي عن مصاحبة أهل الكبائر والفجور , لأنهم ارتكبوا ما حرم الله , ومصاحبتهم تضر بالدين , ويشمل النهي عن مصاحبة الكفار والمنافقين من باب أولى , وقوله : ( ولا يأكل طعامك إلا تقي ) قال الخطابي : إنما جاء هذا في طعام الدعوة دون طعام الحاجة , وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قال : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ) ومعلوم أن أسراهم كانوا كفاراً غير مؤمنين ولا أتقياء , وإنما حذر عليه السلام من صحبة من ليس بتقي وزجر عن مخالطته ومؤاكلته , فإن المطاعمة توقع الألفة والمودة في القلوب.

ورفيق السوء وجليس السوء مضرته متحققة لا محالة مهما كانت وسائل التحرز منه , بنص قوله صلى الله عليه وسلم , فقد روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل الجليس الصالح والسوء , كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه , وإما أن تجد منه ريحاً طيبة , ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك , وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة ) .

2 ـ المحبـة فـــي الله :

أعظم مقامات الأخوة أن تكون في الله ولله , لا لنيل منصب , ولا لتحصيل منفعة عاجلة أو آجله , ولا من أجل كسب مادي , أوغير ذلك .

ومن كانت محبته في الله وأخوته في الله فقد بلغ الغاية , وليحذر أن يشوبها شئ من حظوظ الدنيا فيفسدها , ومن كانت محبته في الله فليبشر بموعود الله ونجاته من هول الموقف يوم القيامة , ودخوله في ظل عرش الجبار جل جلاله .

فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) . وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيَّ , والمتزاورين فيَّ , والمتباذلين فيَّ ) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله على مدرجته ملكاً , فلما أتى عليه قال أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية , قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال : لا , غير أني أحببته في الله عز وجل , قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه )

(من هامش الكتاب : تربها : أي تحفظها وتراعيها وتربيها , كما يربي الرجل ولده )

تنبيه 1 : ينبغي على من أحب أخاً له في الله أن يعلمه بذلك , وفي هذا سنة معلومة , رواها أنس بن مالك وغيره , فقال : ( أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل , فقال يا رسول الله : إني لأحب هذا , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أعلمته ؟ قال : لا , قال : أعلمه , فلحقه فقال : إني أحبك في الله , فقال : أحبك الله الذي أحببتني له ) وعند أحمد : ( قال : قم فأخبره تثبت المودة بينكما , فقام إليه فأخبره فقال : إني أحبك في الله أو قال أحبك لله , فقال الرجل : أحبك الله الذي أحببتني فيه )

تنبيه آخر : مما ينبغي ـ أيضاَ ـ على المتحابين في الله , أن يتفقدوا أنفسهم وقلوبهم بين وقت وآخر , وينظروا هل خالط هذه المحبة ما ينغصها ويكدرها ويخرجها عن حقيقتها أم لا . لأن المحبة في أول أمرها قد تكون خالصة لله , ولكن لا تلبث ـ إن غفل عنها أهلها ـ أن تتحول إلى أخوة تبادل المنافع , وقد تتحول مع التمادي والمجاوزة إلى شيء من العشق والغرام , فمخالطة المردان باسم الأخوة في الله , وتجاوز بعض النساء عن الحد المشروع مع بنات جنسهن قد يُفضي إلى مثل ذلك.

وبهذا يتبقى لنا 14 آدباً نتمها على خير إن شاء الله





سلسلة الآداب الشرعية :: ( 2 ) آداب الضيــافـة

27 04 2009

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله أكمل الناس خلقاً وأحسنهم أدباً ,,,, وبعد

أيها الكرام

حياكم الله وبياكم

في حلقة من حلق العلم , وروضة من رياض الجنة

تدارسنا سوياً فيما مضى

الأدب الأول

من سلسلة الآداب الشرعية

ألا وهو
آداب الكلام
مستقاة من كتاب

الآداب

للشيخ

فؤاد الشلهوب

ونسأل الله أن نكون قد وفقنا في الطرح وحصلت الفائدة المرجوة

واليوم سوف نبدأ أدبٌ جديد ألا وهـو

آداب الضيافة

وهي تسعة آداب ساقها المؤلف
وتوضيح

لمن لم يتابعنا في الأدب الأول

أنا أنتقي آداب عشوائية مما ورد في الكتاب

ثم أعدد الآداب تعداداً , أي أضع رؤوس الأقلام وما ورد تحت كل أدبٍ من آيات وأحاديث وأحكام , ودرر منتقاة من كلام المؤلف

باب آداب الضيافة

ـ قال تعالى : ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ـ إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون ـ فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ـ فقربه إليهم قال ألا تأكلون ) ( الذاريات 24 ـ 27 )

ـ قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )

الآداب

1 ـ إجابة الدعـوة :

قد جاءت أحاديث كثيرة في إيجاب إجابة الدعوة , منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام , وعيادة المريض , واتباع الجنائز , وإجابة الدعوة , وتشميت العاطس ) وقوله : ( أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها قال وكان عبد الله ( ابن عمر ) يأتي الدعوة في العرس وغير العرس وهو صائم )

وجمهور أهل العلم على أن إجابة الدعوة مستحبة إلا دعوة العرس فإنها واجبة عندهم لقوله صلى الله عليه وسلم : ( شر الطعام طعام الوليمة يُدعى لها الأغنياء ويُترك الفقراء , ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) وفي بعض الروايات عند مسلم وغيره : ( يُمنعها من يأتيها ويُدعى إليها من يأباها )

ولكن اشترط بعض أهلم العلم شروطاً لحضور مثل هذه الدعوات , ساقها الشيخ محمد بن صالح العثيمين فقال :

أ ـ أن يكون الداعي ممن لا يجب أو يسن هجره .

ب ـ ألا يكون هناك منكر في مكان الدعوة , فإن كان هناك منكر فإن أمكنه إزالته وجب عليه الحضور لسببين : إجابة الدعوة , وتغيير المنكر . وإن كان لا يمكنه إزالته حرم عليه الحضور .

ت ـ أن يكون الداعي مسلماً , وإلا لم تجب الإجابة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم ست … ) وذكر منها ( إذا دعاك فأجبه )

ث ـ أن لا يكون كسبه حراماً , لأن إجابته تستلزم أن تأكل طعاماً حراماً وهذا لا يجوز , وبه قال بعض أهل العلم , وقال آخرون : ما كان محرماً لكسبه فإنما إثمه على الكاسب لا على من أخذه بطريق مباح من الكاسب , بخلاف ما كان محرماً لعينه كالخمر والمغصوب ونحوهما وهذا القول وجيه ( ثم ساق الأدلة ) .

ج ـ أن لا تتضمن الإجابة إسقاط واجب أو ما هو أوجب منها , فإن تضمن ذلك حرمت الإجابة .

ح ـ أن لا تتضمن ضرراً على المجيب مثل : أن يحتاج إلى سفر أو مفارقة أهله المحتاجين إلى وجوده بينهم .

( من الهامش ـ القول المفيد على كتاب التوحيد (3/111ـ113 ) بتصرف يسير جداً )

ونزيد أيضاً

خ ـ أن لا يعيِّن الداعي المدعو ولا يخصه بالدعوة , فإن لم يعينه كأن يتكلم الداعي في مجلس عام , فلا تجب حينئذ هذه الدعوة , لأنها دعوة الجَفَلَى .

( مختصر من الهامش : في لسان العرب : ودعواهم الجفلى والأجفلى , وهو أن تدعو الناس إلى طعامك عامة )

مسألة : هل بطاقات الدعوة التي توزع كالدعوة بالمشافهة ؟

الجواب : البطاقات ( التي ) ترسل إلى الناس ولا يدرى لمن ذهبت إليه فيمكن أن نقول إنها تشبه دعوة الجَفَلَى فلا تجب الإجابة , أما إذا عُلم أو غلب على الظن أن الذي أرسلت إليه مقصود بعينه فإنه لها حكم الدعوة بالمشافهة . قاله ابن عثيمين .

فائدة : الصيام لا يمنع من إجابة الدعوة , فمن دُعي وهو صائم فليجب الدعوة وليدعو لهم بالمغفرة والبركة سواءً كان صومه فرضاً أم نفلاً , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائماً فليصل , وإن كان مفطراً فليطعم ) وقوله ( فليصل ) فسر في بعض الروايات عند أحمد وغيره بأنها الدعاء ( فإن كان صائماً فليصل يعني الدعاء )

وفي حديث أبي سعيد الخدري أنه قال : ( صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فلما وضع قال رجل : أنا صائم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعاك أخوك وتكلف لك , أفطر وصم مكانه إن شئت )

قال النووي : وأما الصائم فلا خلاف أنه لا يجب عليه الأكل , لكن إن كان صومه فرضاً لم يجز له الأكل لأن الفرض لا يجوز الخروج منه , وإن كان نفلاً جاز له الفطر وتركه , فإن كان يشق على صاحب الطعام صومه فالأفضل الفطر وإلا فإتمام الصوم والله أعلم

2 ـ إكرام الضيف واجب :

الأحاديث قاضية بوجوب إكرام الضيف والندب إليه , فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : ( قلنا يا رسول الله إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقروننا فما ترى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا , فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم ) ( البخاري ومسلم وأحمد والترمزذي وأبو داوود وابن ماجه , ولفظ الترمذي : ( إن أبوا إلا أن تأخذوا كرهاً فخذوا ) وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : ( الضيافة ثلاثة أيام , وجائزته يوم وليلة , ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه ) قالوا : يا رسول الله وكيف يؤثمه ؟ قال : ( يقيم عنده , ولا شئ له يقريه به )

( من هامش الكتاب : قال ابن الجوزي : الجائزة العطية , وجوائز السلطان عطاياه , والمراد بالجائزة هنا ما يجوز به مسافة يوم وليلة ) .

ذكر النووي الإجماع على الضيافة وأنها من متأكدات الإسلام ثم بين خلاف العلماء في وجوبها وسنيتها , فمالك والشافعي وأبو حنيفة يرون أنها سنة وليست بواجبة وحملوا الأحاديث على أشباهها من الأحاديث الأخرى كحديث غسل الجمعة واجب على كل محتلم وغيره , وقال الليث وأحمد بوجوب الضيافة يوماً وليلة , وقيد أحمد ذلك على أهل القرى والبادية دون المدن .

فائدة : في الحديث النهي عن بقاء الضيف أكثر من ثلاثة أيام , حتى لا يوقع من استضافه في الإثم إما بالظن به ما لا يجوز , أو اغتيابه , أو نحو ذلك .

قال الخطابي : لا يحل للضيف أن يقيم عنده بعد ثلاثة أيام من غير استدعاء حتى يضيق صدره فيبطل أجره . وقال ابن الجوزي عند قوله ( حتى يؤثمه ) وذلك أنه إذا لم يكن له ما يقريه به تسخط بإقامته . وربما ذكره بقبيح , وربما أثم في كسب ما ينفقه عليه .
ولكن يستثنى من ذلك إذا علم الضيف أن من ضيفه لا يكره ذلك , أو أنه طلب منه المكوث أكثر من ذلك , أما إذا شك الضيف في حال المضيف فالأولى له أن لا يبقى بعد الثلاث .

 

3 ـ إستحباب الترحيب بالضيوف :

 

فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( لما قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم قال : مرحباً بالوفد الذين جاءوا غير خزايا ولا ندامى …. الحديث ) .

 

والذي لا شك فيه أن استقبال الرجل لضيوفه بعبارات الترحيب وما شابهها , تدخل السرور والأنس عليهم , والواقع يصدقه .

 

4 ـ ماذا يقول الضيف إذا تبعه من لم يُدعى :
يقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعن أبي مسعود رضي الله عنه قال : ( كان من الأنصار رجل يقال له أبو شعيب , وكان له غلام لحام فقال : اصنع لي طعاماً أدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم خامس خمسة , فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم خامس خمسة , فتبعهم رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنك دعوتنا خامس خمسة وهذا رجل قد تبعنا فإن شئت أذنت له وإن شئت تركته , قال : بل أذنت له )

وفي الحديث فوائد نسوق منها ما نحن بصدده : ففيه أن من دعا قوماً متصفين بصفة ثم طرأ عليهم من لم يكن معهم حينئذ أنه لا يدخل في عموم الدعوة … وفيه أن من تطفل في الدعوة كان لصاحب الدعوة الاختيار في حرمانه فإن دخل بغير إذنه كان له إخراجه , وأن من قصد التطفيل لم يمنع ابتداءً لأن الرجل تبع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرده لاحتمال أن تطيب نفس صاحب الدعوة بالإذن له . قاله ابن حجر .

5 ـ التكلف للمضيف :

لا ينبغي التكلف للمضيف كثيراً بحيث يخرج عن حده المعقول , لأن التكلف عموماً منهي عنه , فعن أنس رضي الله عنه قال : كنا عند عمر فقال : ( نُهينا عن التكلف ) وليس هناك حد معتبر لقولنا هذا فيه تكلف أو ليس فيه تكلف , وإنما المرجع في ذلك إلى العرف , فما تعارف الناس على أمرٍ وأعدوه تكلفاً , فهو تكلف , وما لا فلا . وصنع الطعام للضيف يكون بالقدر الذي يفي بالمقصود بلا إسراف ولا تقتير وخير الأمور أوسطها , فمن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( طعام الواحد يكفي الاثنين , وطعام الاثنين يكفي الأربعة , وطعام الأربعة يكفي الثمانية ) .

وأما ما يعهد اليوم من إسراف بعض الناس في ولائمهم , والتكلف بها , وإخراجها عن حدها المشروع , فحدث ولا حرج .! , بل إن بعضهم أصبح في سباق مع غيره أيهما يغلب صاحبه , في كثرة تنويع الأصناف , والمبالغة فيها , حتى يُقال فلان ابن فلان فعل كذا وكذا , ولا شك أن هذا فعل مذموم , ولا يجوز أكل مثل هذا الطعام , وذلك لما رواه ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( نهى عن طعام المتبارين أن يؤكل ) قال الخطابي : المتبارين هما المتعارضان بفعليهما يقال تبارى الرجلان إذا فعل كل واحد منهما مثل فعل صاحبه ليرى أيهما يغلب صاحبه , وإنما كره ذلك لما فيه من الرياء والمباهاة ولأنه داخل في جملة ما نهى الله عنه من أكل المال بالباطل .

6 ـ الدخول بإذن والانصراف بعد الفراغ من الطعام :

وهذا أدب بينه القرآن قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ) حيث نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين أن يدخلوا بيوت النبي صلى الله عليه وسلم إلا بإذن , والمؤمنون كذلك لا يدخلون بيوت بعضهم إلا بإذن فالنهي يدخل فيه جميع المؤمنين

قال الشوكاني : فنهى الله المؤمنين عن ذلك في بيت النبي صلى الله عليه وسلم , ودخل في النهي سائر المؤمنين , والتزم الناس أدب الله لهم في ذلك فمنعهم من الدخول إلا بإذن عند الأكل لا قبله لانتظار نضج الطعام ..

وكان عادتهم في الجاهلية أنهم يأتون إلى الوليمة مبكرين جداً ينتظرون نضج الطعام , فنهاهم الله عن ذلك بقوله : ( غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ) أي غير منتظرين نضجه وإدراكه .

ثم بين الله سبحانه وتعالى أن من أصاب حاجته من الطعام فلينصرف ولا يجلس مستأنس لحديث , لأن ذلك فيه إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم , وكذلك بقية الناس فالغالب أنهم يتأذون من بقاء المدعوين بعد الفراغ من الطعام , فلا ينبغي المكث عندهم , إلا أن يكون رب البيت يرغب في بقائهم , أو أن تكون عادة القوم كذلك , ولم يكن هناك مشقة ولا أذى فلا بأس بذلك لأن العلة التي من أجلها جاء النهي انتفت

7 ـ تقديم الأكبر فالأكبر , وتقديم الأيمن فالأيمن :

ينبغي على من أضاف قوماً أن يقدم أكبرهم ويخصه بمزيد عناية وذلك لحث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في أيما حديث , فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أراني في المنام أتسوك بسواك فجذبني رجلان أحدهما أكبر من الآخر فناولت السواك الأصغر منهما فقيل لي : كبر , فدفعته إلى الأكبر ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا ) , وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن من إجلال الله : إكرام ذي الشيبة المسلم , وحامل القرآن , غير الغالي فيه , ولا الجافي عنه , وإكرام ذي السلطان المقسط )

وأما حديث سهل بن سعد رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام : أتأذن لي أن أُعطي هؤلاء ؟ فقال الغلام : والله يا رسول الله لا أُثر بنصيبي منك أحداً , قال : فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده ) فهو وإن كان يُفيد تقديم الأيمن فالأيمن صغيراً كان أو كبيراً , إلا أنه لا يُعارض أحاديث تقديم الكبير على من دونه , ويمكن الجمع بينهما فنقول :

إن تقديم الأيمن يُنزل على من شرب شيئاً وبقي منه فضلة , فيعطي من على يمينه إلا أن يأذن , وحول هذا المعنى يُشير ابن عبد البر فقال : وفيه ( أي حديث سهل بن سعد ) من أدب المواكلة والمجالسة , أن الرجل إذا أكل أو شرب , ناول فضله الذي على يمينه ـ كائناً من كان ـ , وإن كان مفضولاً , وكان على يساره فاضلاً . .

وتقديم الأكبر يُنزل على تقديم الشراب أو الطعام ابتداءً , ثم يليه من كان على يمينه , ولعل هذا القول يتقوى بما رواه ابن عباس رضي الله عنهما , فقال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سقى قال : ابدءوا بالكبير ) وفي هذا جمع بين الأدلة والله أعلم .

8 ـ دعاء الضيف لمن استضافة بعد الفراغ من الطعام :

من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أكل طعاماً عند قومٍ دعا لهم , فعن أنسٍ ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبر وزيت فأكل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار , وصلت عليهم الملائكة ) وخص بعض أهل العلم هذا الدعاء عند الفطر فقط , والأكثرون على إطلاقه في الفطر وغيره .

وفي حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه الطويل في احتلاب اللبن وفيه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أطعم من أطعمني وأسق من سقاني ) قال النووي : فيه الدعاء للمحسن والخادم ولمن يفعل خيراً . والداعي فاعل للخير .

وروى عبد الله بن بُسر أن أباه صنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فدعاه فأجابه , فلما فرغ من طعامه قال : ( اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك لهم فيما رزقتهم )

9 ـ استحباب الخروج مع الضيف إلى باب الدار :

وهذا من تمام الضيافة , وحُسن الرعاية للضيف , وتأنيسه حتى يغادر الدار , ولا يثبت في ذلك خبر مرفوع صحيح يعول عليه , إنما هي من آثار سلف هذه الأمة وأئمتهم , نقتصر على واحد منها : زار أبو عبيد القاسم بن سلام أحمد بن حنبل … قال أبو عبيد ( فلما أردت القيام قام معي , قلت : لا تفعل يا أبا عبد الله , فقال : قال الشعبي : من تمام زيارة الزائر أن تمشي معه إلى باب الدار وتأخذ بركابه .. )

وبهذا

تم الكلام على آداب الضيافة

بحمد الله وعونه وتوفيقه

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن تكون الفائدة قد تحققت





…(( لا يفــــرك مـــؤمـــن مـــؤمنـــة )) …

19 04 2009

 

بسم الله الرحمن الرحيـم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على سيد ولد آدم عليه أفضل صلاة وأتم تسليم وعلى آله وصحبه وأتباعه أجمعين إلى يوم الدين ….. وبعـد
قال صلى الله عليه وسلم ( لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) رواه مسلم
هذا خلق وأدب نبوي رائع ,, ما أحوجنا أن نعيش معه ونتفيء ظلاله
وإن كان المفهوم من هذا الحديث في حق الزوجين , ولكني أرى أنه ينبغي أن يعمم على جميع تعاملاتنا
والله إننا لنفتقد هذا الأدب الجميل في حياتنا اليومية وإحتكاكنا بإخواننا
فما إن نرى خطأ من شخـص مهما كان نوع الخطأ في دين أو خلق وغير ذلك إلا ويسقط هذا الشخص من عيننا ,, بل وبعضهـم بمفهومنا العامـي يقول ( وضعــت عليه إكس ) و ( طـــاح من عينــي ) ..
ونســي هذا أنه لا يوجد في البشر الكامل المكمل المبرأ من كل نقص وعيب
أما سمعت قول الشاعر
من ذا الذى ما ساء قط ومن له الحسنى فقط ؟؟!!!!
فالخطأ والنقص أمر جبلت عليه النفس البشرية بطبيعتها القاصرة
ولا يوجد إنسان لم يخطئ في حياته قط
فالذي لا يُخطئ هو الشخص الذي لا يعمل
فما دام الإنسان يعمل ويجتهد فهو يصيب مرة ويُخطئ مرة
فما أروع هذا الأدب النبوي وما أشد بركته لو طبقناه في حياتنا و تعاملاتنا
أنظروا معــي لهذا المعنى النبوي العظيم كيف تجـلى واضحاً للعيان يوم بُعث الحبيب صلى الله عليه وسلم فجاء نبينا صلى الله عليه وسلم ليُتمم مكارم الأخلاق ..
ليُتمم مكارم الأخلاق !!!!!! ,,,, نعم فقد كان الكفار عندهم خلق حسن فاضل وعندهم جوانب إيجابية مشرقة في حياتهم ,,, فلما جاء الإسلام نظـر لهذا الجانب الإيجابي فأقرا هذه الأخلاق ودعى وحـث عليها , ونبذ مسـاوئ الأخلاق والجوانب السلبية التي كانت عندهم ..
وللأسف أنك تـرى البعـض لا يرى في أخيه إلا السلبيات ,, نقد في نقد وتحطيم لهذه الشخـصية ,, فلا تقع عينه إلا على العيوب , أما الإيجابيات فعلى عينيه غشاوة من رؤيتها …
تأملوا معي هذا الموقف الرائع
كلنا نعرف قصة الصحابي الجليل حاطب ابن أبي بلتعة رضي الله عنه يوم أفشى سراً خطيراً من أسرار المسلمين في فتح مكة , في حين كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يتكتم على الأمـر حتى لا تعلم قريش بقدومه , ويُبغاتهم في ديارهم ,,, فكان فعل حاطب غاية في الخطورة
أنظروا كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع حاطب حينما فعل تلك الفعلة العظيمة
قام ابن الخطاب وقال : دعني أضرب عنق هذا المنافق
أنظروا كيف كانت ردة فعل النبي صلى الله عليه في هذه الخيانة العسكرية
نظر الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه
فإذا عنده جوانب مشرقة
إذ هو من المهاجرين ,,, هاجر وترك الأحباب في سبيل الله
إذ هو شهد بدراً ,, تلك المعركة الفاصلة يوم الفرقان ,, يوم عظيم الذين قاتلوا في بدر هم من أشراف الصحابة
فقال الحبيب رداً على عمر رضي الله عنه
إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
فيـــا إخوتـــي
لينظر كل واحد منا إلى أخيه وصديقه وأهله وجيرانه من هذا المنـظور
فإن رأى من أخيه خلقاً ذميماً لا يفتأ أن ينظر للجانب المشرق الإيجابي فيه ,,, فوالله سوف يجد أن الجانب الإيجابي عنده يطغى على الجانب السلبي
واعلم يا أخي الفاضل ويا أختي الحبيبة
أن كلاً منا عنده إيجابيات وعنده سلبيات
ويستحيل أن نكون غير ذلك
ومن ادعى الكمال فهو كاذب كاذب كاذب
هذا الموضوع وهذه السطور المتواضعة
دعوة من أخيتكم زاد المعــاد
أن نطبق هذا الخلق في حياتنا وفي تعاملاتنا
وأنا أضمن لكم مقدار السعادة التي سوف تشعرون بها آنذاك
واستدراك هــام
هذا الموضوع وهذه الدعوة
” غـض الطرف عـن السلبيات “
لا يعني
أن نترك النصيحة
لا … بــل … من تمام الأخوة وصدقهـا أن ينصح المرء لأخيه ويحب له ما يحب لنفسـه ….
بقــلم
محبتكم في الله
زاد المعــاد
الثلاثاء
13 ـ 3 ـ 1430 هـ
الســـــــ10:10 م ـــــاعة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





*صور مشرقة من حب النبي صلى الله عليه وسلم سالفاً وحاضراً *

12 04 2009

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حب النبي صلى الله عليه , سنقف إن شاء الله على صور من

 حب الصالحين للنبي صلى الله عليه وسلم سالفاً وحاضراً ,,,

وللأمانة لقد سمعتها من إحدى الأخوات في درس ألقته علينا

 وبعضها من خلال السيرة والأشرطة ….

جاء عمر للنبي صلى الله عليه وسلم يوماً وقال له : والله إنك

 لأحب إلى من كل شئ إلا من نفسي : فقال له النبي صلى الله

 عليه وسلم لن تؤمن حتى أكون أحب إليك من كل شئ حتى

 نفسك فقال : أنت الآن أحب إلي من كل شئ حتى نفسي قال :

 الآن يا عمر ,,, أو كما جاء في الحديث

أبو بكر ذلكم الصحابي الجليل حبه للنبي صلى الله عليه وسلم

لا ينكره أحد ولا يخفى على ذي لب ,, وقصة الغار في

الهجرة أبلغ دليل حيث فدى النبي صلى الله عليه وسلم

بنفسه ..

عمر بن الخطابي رضي الله عنه ـ وهذا موقف على إمتثال

 الصحابة لأمر النبي و أفعاله ـ خرج ذات يوم للصلاة

بالمسلمين صلاة الجمعة ولا يخفى علينا زهد عمر رضي الله

 عنه فكان لديه ثوب واحد يغسله وينتظر أن يجف ويعود

للبسه .. نعود للقصة حين خرج رضي الله عنه فإذا بميزاب

 من بيت العباس يصب ماءً ومعه دم فتلوثت ثياب عمر وعمر

 شديد رضي الله عنه فما كان منه إلا أن ضربه بعصاه

فكسره , ثم عاد لبيته وغسل ثوبه وعاد للصلاة بالمسلمين

 والخطبة ثم بعد ذلك نادى العباس فقال له : إن ميزابك قد

لوث ملابسي بالدم واني كسرته فقال له : لقد اشتهينا دجاجاً

 فذبحناه ثم قال له : أتكسر ميزاباً وضعه النبي صلى الله عليه

 وسلم بيده فقال عمر : آلله وضعه رسول الله قم و أركب على

 كتفي و أعد الميزاب …أو كما جاء في القصة

إمتثالاً وتسليماً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أما اليوم أين

 هذا الإمتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم النمص والتبرج

 وحلق اللحى وإسبال الثياب وإلى الله المشتكى …

وهكذا كان ديدن الصحابة والصحابيات حتى كانوا رضي الله

 عنهم من إجلالهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم يسارعون لآخذ

ما يفيض من وضوئه ويتمسحون بنخامته ليس شركاً لأنه لو

 كان كذلك لما أقره النبي صلى الله عليه وسلم ولأن عقائدهم

 سليمة ليس كحال المسلمين اليوم المولد النبوي وبدع

وضلالات ما أُنزل بها من سلطان

وكان أحد الصحابة رضوان الله عليهم في سفر فكان يمشي

 ويقف عند شجرة ويذهب ليبول في مكان معين ويقف مواقف

 أدهشت من معه فسُئل عن ذلك فقال : كنت في سفر مع النبي

 صلى الله عليه وسلم فقد وقف ها هنا وبال ها هنا …

وها هو بلال تحضره الوفاة فإذا بزوجته تبكي عليه شأنها شأن

 الزوجات فقال لها : غداً نلقى الأحبة محمد وصحبه ….

ولم يكن الصحابيات أقل حظاً من الصحابة في حب النبي

صلى الله عليه وسلم فتلك تخبر باستشهاد أبيها وأهل بيتها

وتسأل ما فعل رسول الله ….

لما استشهد حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد

 واستشهد عدد من المسلمين وعادوا إلى المدينة فإذا بكل امرأة

 تبكي على موت قريب لها إلا حمزة لأنه هاجر بنفسه فقال

 النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه : إلا حمزة ليس له

 بواكي فسمعن رضي الله عنهن بذلك فتركن بيوتهن وتركن

 البكاء على أقاربهن وذهبن لبيت حمزة يبكين عليه أكراماً

 لرسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أو كما جاء في الحديث ـ

…ونقف إلى ها هنا مع ذلكم الجيل الذي لن يتكرر …..

وننطلق سريعاً إلى زمننا هذا مع نموذج رائع من حب النبي

 صلى الله عليه وسلم الشيخ أبو بكر الجزائري العالم الجليل

 في المدينة النبوية يحب النبي صلى الله عليه وسلم حباً شديداً

 حتى أنه يذكر عنه أنه كان يصلي في المسجد النبوي دائماً

وفي يوم تغيب عن فرض هناك لظرف ما فرأى النبي صلى

 الله عليه وسلم في المنام يقول له : إفتقدناك فأقسم أن لا يفوته

 فرض في المسجد النبوي حتى أنه الآن مريض يأتي على

 كرسي متحرك للصلاة في المسجد النبوي ,,, ومن شدة حبه

 للنبي صلى الله عليه وسلم ألف كتابه الرائع في السيرة وسماه

 ” هذا المحب ياحبيب “

الآن كم منا يقول أنا أحب الرسول صلى الله عليه وسلم و

 أفعاله تخالف أقواله يقول أحب الرسول صلى الله عليه وسلم

وهو يشرب الدخان ويسبل ثوبه ويتعامل بالربا وتقول أحب

 الرسول صلى الله عليه وسلم : وهي متبرجة ومغتابة ونامصة

 فالعمل دليل الحب .

اللهم اجعلنا نحب نبيك صلى الله عليه وسلم حتى ندخل بحبه الجنان

ولنرفع من الآن شعار ” غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه” قولاً وعملاً

فائدة آخيرة : ذكرتها لنا الأخت الداعية وهي من الثقات

 ولا نزكي على الله أحداً : نحن نتعبد لله بحبنا للصحابة

ونحبهم على حسب الأفضيلة بترتيبهم الذي حُدد وليس بهوانا

فلا نقدم عمراً على أبي بكر ولا علياً على عثمان ,,رضي الله

 عن الجميع , والله إني لأول مرة اسمع هذه المعلومة فالحمد لله

اللــهم إنـــا نشهدك على حبهم فاجمعنا بهم في مستقر رحمتك

الهمة الهمة

والصواب من الله وحده والخطأ والزلل من نفسي والشيطان والله ورسوله منه براء

والصلاة والسلام على رسول الله

أختـــكم فــي الله

زاد المــعاد

~* مقال من أرشيفي كتبته قبل خمسة أعوام تقريباً نسأل الله التوفيق والسداد ~*~

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته